تبرز مشكلة البطالة كإحدى القضايا التي لازالت مستعصية على الحل حتى بالنسبة لأكثر المجتمعات تقدماً، وتبرز أيضاً الآراء التي حللتها وتحدثت عن جذورها وأسبابها وسبل تجاوزها أو تخفيف حدتها إن كان لا بد من التعايش معها.
وكون البطالة إحدى المشاكل المزمنة التي يندر أن ينجو منها مجتمع ما، كان لابد من رؤية هذا المرض مستشرياً في مجتمع -يسعى للتعافي من جروح موغرة في جسده بعد حرب دامية وحصار أليم- كمجتمع إدلب، وكان لا بد أيضاً أن نرى هذه المشكلة كأشد ما تكون خصوصاً مع النقص الحاد في الموارد والانعدام النسبي للأمن في ظل التهديد المستمر بالحرب من قبل النظام السوري وحلفائه.
يتناول البحث المرفق مشكلة البطالة في شمال غرب سورية، ويدرس حالتها في المناطق والمجتمعات المختلفة، ويبحث في أسبابها والعوامل المؤثر بها، كما يبحث أيضاً في حالة العمل من حيث مزاولة العمل بالتخصص الجامعي واستدامة العمل لدى العاملين، حيث يعد هذان المحوران كأحد نتائج مشكلة البطالة وأحد أسبابها أيضاً.